قيمة عملة Bitcoin تتراجع بشكل حادّ : فما هي الأسباب وراء هذا الإنحدار ؟

0

بعد أن بلغت مستويات عالية بداية هذا الأسبوع, و الأيّام الّتي سبقته, وصلت حتّى قيمة 20 ألف دولار يوم الإثنين الماضي, ها أنّ قيمة عملة Bitcoin تتراجع خلال الأيّام القليلة الماضية لتستقرّ اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2017, تحت سقف 13 ألف دولار !

ما الّذي حدث إذن لعملات Bitcoin الإلكترونيّة الّتي كانت النّجم الأوحد للأسواق الماليّة مع بداية شهر ديسمبر الجاري ؟

قيمة عملة “بيتكوين” شهدت تراجعا حادّا و متواصلا خلال السّاعات الماضية, حيث مرّت قيمتها الماليّة من 20 ألف دولار يوم الإثنين 18 ديسمبر الفارط , إلى أقلّ من 13 ألف دولار اليوم الجمعة 22 ديسمبر.



لكن ما هي العوامل الّتي أدّت إلى هذا الإنحدار ؟

1- رهان و تدافع كبير من البورصات الأمريكيّة و المستمثرين للإستفادة من صعود Bitcoin :

منذ بضعة أسابيع, أثارت عملة Bitcoin شهيّة جزء من الفاعلين في عالم المال و الأعمال, حيث كانت بورصة شيكاغو للتّبادل (CME) قد أطلقت بداية هذا الأسبوع عقودا حول العملات المشفّرة, و ذلك بعد أن كانت بورصة “CBOE” ( البورصة الكبرى الأخرى في شيكاغو) قد أطلقت عقودا مماثلة, و هو ما شكّل نوعا من الإعتراف و “التّشريع” لعملات Bitcoin الّتي دائما ما إنفلتت من مراقبة و تحكّم الحكومات و البنوك المركزيّة. و جرّاء هذا, راهن العديد من المستثمرين على صعود هذه العملات الّتي كانت مجهولة منذ سنوات قليلة فحسب, كما أنّ Bitcoin جذب العديد من الأفراد الآخرين الّذين كانوا يأملون هم أيضا في الإستفادة من ذلك النّموّ القويّ لقيمتها.

الهيئات المختصّة بادرت بتحذير هؤلاء من تلك المغامرة, بإعتبار أنّ Bitcoin هي عبارة عن “بالون منتفخ” قد ينفجر في أيّ لحظة, خاصّة و أنّه لا يحظى بإطار قانونيّ أو حماية أو ضمان من أيّ نوع. لكن لم تلاقي تحذيراتهم آذانا صاغية !



2- قرصنة منصّة إلكترونيّة في كوريا الجنوبيّة :

لفهم سقوط قيمة هذه العملة الإلكترونيّة, يجب أوّلا التّذكير بأنّ أحجام المبادلات (volumes d’échanges) كانت ضعيفة, كما أنّ حيازة و إمتلاك عملات “البيتكوين” كان “مركّزا” للغاية و محدودا : 1000 شخص يمتلكون 40 % من إجماليّ مخزون هذه العملات. حيث يكفي أن يقوم 5 أو 6 أشخاص من هؤلاء ببيع عملاتهم الإفتراضيّة, حتّى ينقلب النّظام كلّه رأسا على عقب !

خلال الأيّام القليلة الماضية, العديد من العوامل ساهمت في هذا السّقوط, حيث عمد بعض المستخدمين إلى بيع عملاتهم “البيتكوين” قبل فترة أعياد الميلاد, و ذلك على أمل تحقيق بعض الأرباح . كما تأثّر البعض الآخر بالثّغرة الأخيرة الّتي أصابت المنصّة الإلكترونيّة الكوريّة الجنوبيّة لتبادل العملات الإفتراضيّة و الّتي تحمل إسم “Youbit” . حيث أنّ هذه الأخيرة تعرّضت يوم الثّلاثاء 19 ديسمبر الماضي إلى عمليّة قرصنة, و تمّت سرقة 17 % من حجم معاملاتها !

لكن هذا ليس كلّ شيء, حيث قامت السّلطات الماليّة الأمريكيّة “SEC” , يوم الثّلاثاء الماضي, بإيقاف عمليّة التّسعير على مستوى منصّة “Crypto” , و هي منصّة إلكترونيّة أمريكيّة لتبادل العملات الإفتراضيّة, تمّ إتّهامها بالتّلاعب بالمبادلات و الأسهم, و هي حادثة كان وقعها بمثابة “الماء البارد” على عدد من المستثمرين و الأفراد .



3- عدد المستخدمين فاق و أغرق طاقة إستيعاب الشّبكة :

عمليّة طرح عملات Bitcoin تخضع لمسار خاصّ يتحكّم فيه نظام خوارزميّ معلوماتيّ (Algorithme) , يعمل بفضل جماعات من المستعملين يضعون حواسيبهم في شبكة مغلقة من أجل التّحكّم في جميع عمليّات التّحويل الماليّة لعملات “البيتكوين”, ثمّ يقع حفظها في قاعدة بيانات ضخمة يتعارف عليها بإسم “Blockchain“.

لكي نفهم, هذا النّظام الخوارزميّ المعلوماتيّ الخاصّ يقتصر فقط على 21 مليون عملة بيتكوين كحدّ أقصى للطّرح ( و هناك بالفعل حاليّا أكثر من 16 مليون عملة !)


و من هنا ينبثق الإشكال : حيث أنّ تضخّم عدد المستعملين أدّى إلى إغلاق و ملئ طاقة إستيعاب الشّبكة عن آخرها, و هو ما أفضى بالتّالي إلى جعل نسق التّبادلات (échanges) بطيئا, علاوة على إرتفاع في تكاليف “التّحويل” (Transactions).

في الأخير, يظلّ السّؤال المطروح : هو هل ستواصل قيمة عملات Bitcoin إنحدارها أم ستعود للصّعود ؟

من الصّعب التّكهّن بهذا !



جميع الحقوق محفوظه © شبكة مِجْهَار

تصميم الورشه