يبدو أنّ القدرات و المواهب الإفريقيّة الكامنة في مجال الإبتكار و التّأقلم مع البيئة الإفريقيّة الصّعبة لا تتوقّف عن إبهارنا في كلّ مرّة , خاصّة في الميدان التّكنولوجي . و الحدث يأتينا هذه المرّة من دولة ناميبيا , حيث تمكّن مراهق بلغ من العمر 19 سنة فقط من صنع نموذج أوّلي لهاتف يتأقلم كما يجب مع البيئة النّاميبيّة القاسية .
إذن , تلجئ إفريقيا , في هذه الآونة , إلى محاولة إعادة إبتكار التّكنولوجيا الحديثة , و بالتّدقيق في مجال الهواتف الجوّالة . فكما هو معلوم , فإنّ المصنّعين العالمييّن الكبار لا يجعلون من البلدان الّتي لا تمتلك مخزونا كافيا من الطّاقة الكهربائيّة , أولويّتهم و لا يتوجّهون إليهم غالبا للإستثمار . و في هذا الإطار , تكون الحاجة أمّ الإختراع , حيث لجئ باعث مشاريع شابّ من رواندا إلى صنع هيكليّة Ared , و الّتي تتعامل مع وحدات الشّحن الخلويّة المشتغلة بالطّاقة الشّمسيّة , و ذلك لأنّ 80 % من الشّعب الرّواندي لا يمتلك نفاذا إلى الطّاقة الكهربائيّة .
الآن , الحدث يبدو أكثر قوّة , فبعد الهاتف اللّاسلكي العامل دون الحاجة إلى الشّبكة الكهربائيّة , و الّذي ظهر كما قلنا في رواندا , جاء الدّور الآن على أوّل هاتف في العالم , دون شريحة SIM و أيضا دون رصيد هاتفي !
هذا الإنجاز التّكنولوجي صدر عن أنامل تلميذ ذي 19 ربيعا من ناميبيا , و هو حدث هامّ للغاية في القارّة الإفريقيّة الّتي تشكو من نقص في الطّاقة الكهربائيّة , إضافة إلى ضعف المقدرة الشّرائيّة .
إختراع الفتى النّاميبي سيمون بيتروس , هو هاتف خلوي لا يحتاج إلى رصيد هاتفي يشحن به . فبإمكانه إجراء مكالمات هاتفيّة بفضل إستخدام موجات الرّاديو , كما أنّ بإمكانه إلتقاط قناة تلفزيّة محلّية .
لصناعة و تصميم هاتفه , لم يستخد هذا التّلميذ العبقري سوى أغراض قديمة عديمة الجدوى جمعها من زخم حياة يوميّة بعيدة عن التّكنولوجيا المتقدّمة : هذه الأغراض تتمثّل في قطع غيار لهواتف قديمة , مكوّنات إلكترونيّة لتلفاز عتيق , مجموعة مصابيح كهربائيّة تالفة و هياكل مستعملة لشواحن .